يـــا حبيــبـــي

حبيبى يا من أشتاق اليك و أتمنى لقائك ان كان الموت هو كل ما بينى و بينك متى سيأتينى و يأخذنى اليك تحملت الكثير من أجلى لأجد هذا الدين ليصل الى الأسلام تحملت الأذى لتبلغ رسالة ربك منذ أول يوم و أنت تتحمل الكثيرأول مرة حين أتى جبريل و أنت فى الغار تتعبد لربك ففزعت يا حبيبى من هول ما رأيت و انطلقت الى زوجتك الحبيبة خديجةو لكنها كانت واثقة أن مثلك لا يصاب بأذى قط فقالت :لا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم و تحمل الكل و تكسب المعدوم و تقرى الضيف و تعين على نوائب الحق ثم تأتى " قم فأنذر" و من بعدها" فأنذر عشيرتك الأقربين " ثم " فاصدع بما تؤمر و أعرض عن المشركين" و تبدأ مرحلة جديدة محمد الذى لقب بالصادق الأمين محمد الذى رضى سادة قريش بحكمه يوم بناء الكعبةالآن يكذبونه و يتهمونه بالجنون و السحرو تأتى له الإغراءات بالمال و السلطة و لكن يأبى محمد إلا أن يبلغ رسالة ربهمهما كان الأيذاء والكل يجتمع على ايذائك يا حبيبى فها هو عقبة بن معيط يضع أمعاء بعير على ظهره صلى اله عليه و سلم و هو ساجد يصلى عند الكعبة و سادات قريش يضحكون و تأتى فاطمة لتزيل الأمعاء عن ظهر أبيها و تبكىو بعدها يجمع أبو جهل سادة قريش و يتفقوا على مقاطعة محمد و أتباعه لا يبيعونهم و لا يشترون منهم و لا يزوجونهم و لا يتزوجون منهم و لا يسمح لهم بشراء الطعام من خارج مكة3 سنوات و هو صلى الله عليه و سلم و المسلمون معه فى شعب أبى طالب يعانون الجوع الشديد حتى أكلوا ورق الشجرو يموت أبو طالب و تموت الزوجة و الحبيبه خديجةو هما كانا السند و العون و الحمى فهى من قال عنها :آمنت بى حين كفر بى الناس، وصدقتنى حين كذبني الناس، وأشركتنى في مالها حين حرمنى الناس ،ورزقنى الله ولدها وحرم ولد غيرها10 سنوات والأذى يشتد يوما بعد يوم و ما آمن معه الا قليل فيذهب للطائف فيقذف بالحجارة صلى الله عليه و سلم حتى يسيل الدم من قدميه الشريفتي نو هنا يأتيه جبري لو معه ملك الجبال يقول له ان شئت يطبق عليهم ملك الجبال الأخشبين فيهلكوا جميعا فيأبى و يقول :لا بل أصبر لعل يخرج من أصلابهم من يعبد الله صلى الله عليه و سلم بأبى و أمى و روحى يا حبيبى يا رسول الله و يقولون أرنا معجزة فيشق لهم القمر بإذن الله نصفين فيقولوا ساحر!!!و كلما حاول أن يتكلم مع أحد يسيرون خلفه و يقولون كاذب مجنون لا تصدقونه حتى اسمك يا حبيبى غيروه فكانوا ينادونه " مذمم"و يأتيه الأمر من ربه بالهجرة من مكة يترك أحب بلاد الله اليه يترك الأرض التى تربى و عاش فيها و يترك أهله و يخرج نحو يثرب ليبلغ رسالة ربه و هم من خلفه يبحثون عنهو يخصصون 100 ناقة لمن يدل عليه فيحميه ربه و يعمى أبصارهم عنه فيذهب للمدينة و تبدأ مرحلة أخرى من الدعوة و الجهاد و يقر الله عينه بنصر بدر و يشفى صدور قوم مؤمنين نسأل الله أن يشفى صدورنا و يقر أعيننا و يرزقنا نصرا كبدرو لكن المدينة كان يسكنها اليهود أيضاو هم أهل الغدر دائما و أبدا ويكون الجهاد فى جبهة أخرى مع اليهود ثم تأتى أحدو يومها يعصى المسلمون أمره صلى الله عليه و سلمو يصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم و يدخل الحديد فى وجهه الشريف و ينزف الدم من رأسه و فمه و يقتل عمه حمزة و يمثل بجسده و رسول الله صلى الله عليه و سلم صابر على ما يحدث و تطمع القبائل فى المدينة بعد ما حدث فى أحد و الجهاد لا يتوقفو اليهود لا يتوقفون عن الكيد له و ينقضون عهدهم معهو تأتى حادثة الأفك و يخوضون فى عرض الشريفة بنت الصديق حتى ينزل الله برائتها فى آيات تتلى و من بعد ذلك يوافق على صلح الحديبية و شروطه القاسية" من جاءه من مكة مسلما يرجعه للمشركين و من من جاءهم من المدينة كافر لا يرجعونه "و كل هذا و هو لا ينشغل عن دعوته فيرسل بالرسائل الى الملوك ليدعوهم لدين اللهو ينعم الله عليه بنصر خيبر و يتخلص من أكبر عدو للمسلمين اليهود عليهم لعنة الله و غضب هو ترسل له واحدة من نسائهم شاه كهدية و تضع له السم فيها فيقضمها صلى الله عليه و سلم فتخبره أنها مسمومة فيلفظها و لكن يظل يعانى من ألم بسبب هذا السم حتى يوم وفاته صلى الله عليه و سلم و يأتى يوم فتح مكة ليشهد كم كان رحيما صلى الله عليه و سلم و هو يقول لهم " اذهبوا فأنتم الطلقاء"أبعد كل ما فعلوه معك يا حبيبى أاليوم و انت فى موقف القوة و هم فى موقف الضعف هكذا الأخلاق هذا هو العفو عند المقدرة و التسامحتلك أخلاقك يا حبيبىو تأتى حجة الوداع و تترك لنا آخر وصايا كإن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا،في شهركم هذا، في بلدكم هذاألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، فاتقوا اللّه في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمانة اللّه، واستحللتم فروجهن بكلمة اللّه، ولكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مُبَرِّح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب اللّه أيها الناس، إنه لا نبي بعدي، ولا أمة بعدكم، ألا فاعبدوا ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، طيبة بها أنفسكم، وتحجون بيت ربكم، وأطيعوا أولات أمركم، تدخلوا جنة ربكم و يخيره ربه بين الحياة و ما عند الله فيختار ما عند الله و يمرض حبيبى مرضه الأخيرو يستأذن نساءه فى أن يكون فى بيت عائشة و يبقى فيه حتى وفاته و ينتقل الى الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين و الصديقين و الشهداء هذا ما فعله حبيبى وما تحمله و ما لاقاه من أذى طوال حياته من أجل أن يترك لى رسالة من أجل أن يترك لى الأسلام حتى لا أضل من بعده فماذا فعلت أنا برسالته ؟و ماذا تحملت من أجل رسالته؟و ماذا قدمت لهذه الرسالة؟